راس العين معقل بني أبي ربيعة
قوم هاني بن مسعود الشيباني
منذ العهد الجاهلي
كان معقل بني أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان الرئيس في رأس العين ، وهم قوم هاني بن قبيصة بن هاني بن مسعود بن عامر بن عمرو بن أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان ، ومن أخبارهم هناك في الجاهليّة أنَّ بني يربوع من بني تميم أغاروا على بني أبي ربيعة في معقلهم في رأس العين . قال ابن عبد ربّه والنويري : " يوم رأس العين : لبني يربوع على بكر . أغارت طوائف من بني يربوع على بني أبي ربيعة برأس العين ، فاطّردوا النعم فاتبعهم معاوية بن فراس في بني أبي ربيعة ، فأدركوهم ، فقتل معاوية بن فراس وفاتوا بالإبل ، وقال سحيم في ذلك :
أليس الأكرمون بنو ريـــــــاحٍ ..... نموني منهم عمّي وخــــــــــالي
هم قتلوا المجبّه وابن تيـــــــم ..... تنوح عليهما سود اللّيــــــــــالي
وهم قتلوا عميد بني فــــراس ..... برأس العين في الحجج الخوالي
وذادوا يوم طخفة عن حماهم ..... ذياد غرائب الإبل النّهــــــــــــــالِ ( العقد الفريد ، ج 5 ، ص 191 ــ 192 ، نهاية الأرب في فنون الأدب ، ج 15 ، ص 386 )
قال البلاذريّ : " مُعَاوِيَة بْن فراس رئيس بني أَبِي ربيعة " ( أنساب الأشراف ، ج 11 ، ص 206 ) .
وقال أبو عبيد البكريّ : " رأس العين على لفظ عين الماء ... وهو موضع فى ديار بنى أبى ربيعة بن ذهل ابن شيبان . وهو كورة من كور ديار ربيعة ، وهى كلّها بين الحيرة والشام ، وفيه أغارت بنو رياح بن يربوع عليهم ، وقتلوا منهم معاوية بن فراس ، وسبقوا بالإبل . ففى ذلك يقول سحيم بن وثيل الرّياحىّ :
هم قتلوا عميـــــــد بنى فراس ..... برأس العين فى الحجج الخوالي
وذادوا يوم طخفة عن حماهم ..... ذياد غرائــــب النّـــــعم النّهـــــالِ
ومن رأس العين هذا يخرج نهر الخابور . وهى كلّها من بلاد الجزيرة ، وهى ديار مضر " ( معجم ما أستعجم : رسم رأس العين ) .
وقال ياقوت الحموي : " رَأسُ عَيْنٍ : ويقال رأس العين ... وجاء في شعر لهم قديم قاله بعض العرب في يوم كان برأس العين بين تميم وبكر بن وائل، قتل فيه فارس بكر بن وائل معاوية بن فراس ، قتله أبو كابة جزء بن سعد ، فقال شاعرهم :
هم قتلوا عميـــد بنــــي فراس ..... برأس العين في الحجج الخوالي ( معجم البلدان : رسم رأس عين )
قلت : أغار بنو يربوع من بني تميم على بني أبي ربيعة من بني شيبان في معقلهم في رأس العين فاستاقوا الإبل ، وقتلوا معاوية بن فراس رئيس بني أبي ربيعة ، وفارس بكر بن وائل . قتله أبو كابة جزء بن سعد الرياحيّ اليربوعيّ التميميّ ، وهو من رجال العهد الجاهليّ قبل الإسلام . قال ابن دريد في ذكر جزء بن سعد : " جَزْء بن سعد ، كان عظيمَ القدر في الجاهليّة ، وقد أخذَ المرباع ، وقاد بني يربوع كلَّها ، ولم يَقُدْها أحدٌ قبلَه ولا بَعده " ( الاشتقاق ، ص 224
) ، كما أنَّ الشاعر الذي ذكر يوم رأس العين ، وهو سحيم بن وثيل الرياحي اليربوعيّ التميمي عاش في الجاهليّة 40 عاماً ، وتوفّي نحو عام 60 هــ ، قال ابن دريد : " سُحَيم بن وَثيلٍ الشاعر ، عاشَ في الجاهلية أربعين سنة وفي الإسلام ستّين سنة " ( الاشتقاق ، ص 224 ) .
هذه النصوص تبيّن بوضوح تامّ أنَّ ديار بني أبي ربيعة كانت في رأس العين المدينة السورية على الحدود مع تركيا ضمن ديار بكر ، ومن هناك ظهر أبو السرايا الشيباني من ذرية هاني بن مسعود رئيس بني شيبان ثائراً على الدولة العبّاسية لإنشاء دولة شيعية عام 200 هــ
ــــــــــــــــ
بقلم ✏
راشد بن حمدان الاحيوي المسعودي
